
جحا .. والجمل .. والحمار ..!!
ذات يوم تراكمت حالة من الملل عند السلطان والويل للجميع إذ يشعر السلطان بالملل
سئم السلطان من ثرثرات رجال جاشيته التى لا تخرج اية كلمة فيها إلا وهى ممزوجة بالنفاق
..يتزايد النفاق يتصاعد حتى يستنفد كل ممكنات اللغة , ولا مجال لتجديد أو لجديد ؟
فيأتى الملل..!!
قرر السلطان أن يبحث عن جديد فاستدعى قائد الشرطة وطلب منه أحضار جحا , ولآن الشرطى مفرط الحساسية إزاء مايرضى وما لايرضى
و لأن كلمات السلطان أتت مبللة بالملل ..
و تصور الشرطى أن جحا مغضوب عليه فأتى به مكبلا بحديد ثقيل واثقله بصفعات وركلات والحاشية رأت مايجرى فالتهب نفاقها سعيا لإرضاء السلطان فانهالوا هم ايضا على المسكين جحا
لكن السلطان أتى ليأمر بالكف عن ذلك وازيلت القيود وأجلس جحا إلى جواره
فانهال الشرطى مديحا لجحا وتصاعد نفاق الحاشية نفاقا لجحا
قال السلطان :
يا جحا و يقولون إنك حكيم
فأجاب جحا حذرا :
يؤتى الحكمة من يشاء
فقال السلطان :
انصحنى ببعض من حكمتك
صمت جحا مترددا ثم عزم أمره وقال :
"السلطان وشعبه كركبتى بعير تقفان وتقعان معا
تأمل السلطان العبارة ولعله لم يفطن إلى مافيها من حكمة
فقال :
ثم ماذا
تلفت جحا فى عيون المنافقين حول السلطان ثم أستجمع شجاعته وقال :
" النفاق يفقد المنافق تعقله ويفقده كرامته وقد يزيغ عينى السلطان عن الحكمة والصواب "
تملل السلطان وقال :
زدنى
لكن جحا قال :
امهلنى يامولاى إلى الغد حتى اقلب صفحات الزمان القديم
وفى الغد جلس جحا وبدأ دون استأذان قائلا :
يامولاى اعطنى الأمان
فأعطاه السلطان منديل الأمان , وبدأ جحا يحكى قائلا:
تعثر الجمل فى حفرة فاعطبت ركبته فوقعت به ركبتاه إلى الأرض واتاه صاحبه الاعرابى يعتذر له
قال الاعرابى :
لعلى اثقلت بطول الطريق وبقى الجمل صامتا فى غضب
فقال الاعرابى :
لعل الحمل كان ثقيلا
ثم : لعل الطعام كان قليلا
ثم:لعلك عطشت ولم اسعفك بماء
لكن الجمل لا يجيب ويبقى صامتا وغاضبا ثم انفجر ساخطا وقال :
انا أغفر لك طول الطريق وزيادة الأحمال وقلة الزاد
لكنى لن أغفر لك ابدا أنك ربطت الحبل فى رقبتى ثم ربطته فى زيل الحمار واغفيت انت وتركت الحمار ليقودنى
قال الاعرابى مندهشا :
كنت اعرف انكما صديقان حميمان فلماذا يكون غضبك ؟!!
فقال الجمل :
نحن صديقان لم نزل لكنه منافق ونفاقه أفقده تعقله.. فتصور انك سترضى أن يقودنى إلى طريق شديد الوعورة لكنه مختصر فوقعت وكان ماكان وها أنا أستطيع وانت ايضا لا تستطيع
وصمت جحا ولم يرد وسكت السلطان ولم ينطق والشرطى تململ لكن منديل الامان لم يزل مع جحا والمنافقون المحبطون لم تهتز شعرة فى رؤسهم
فالنفاق مهنة معترف بها ولعلها المهنة الأكثر احتراما عند البعض ..!!
الصحفى:
( سمير شرباش )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق