أنا ناصرى

الناصرية هى مجمل أفكار الرئيس جمال عبد الناصر وسياسته فى الحكم وهى موجودة فى خطبه وأحاديثه وتصريحاته ومحاضر اجتماعاته وفى كتابيه فلسفة الثورة والميثاق وفى بيان 30 مارس وفى ممارسته العملية للحكم خلال قيادته

لمصر وللأمة العربية

الناصرية هى ذروة المشروع القومى العربى وصاحبة أخر مشروع نهضوى حضارى عربى

فى حياة عبد الناصر لم يكن يحبذ إطلاق كلمة ناصرية على سياسته لأنه كان فى الحكم ومشروع النهضة القومى ما زال موجودا، وكذلك فعل كارل ماركس وفلاديمير لينين وماو تسى تونج ونابليون بونابرت ففى حياتهم لم تسمى أفكارهم ماركسية ولينينية وماوية وبونابرتية إلا بعد وفاتهم للتمييز بين نهجهم السياسي ونهج غيرهم .

بعد وفاة الرئيس عبد الناصر وانقلاب السادات على مشروعه خرج للوجود مصطلح ناصرية وناصريين لتمييز المعتنقين لأفكار وسياسات جمال عبد الناصر عن غيرهم من المخالفين لها حتى داخل الفكر القومى العربى ذاته.

فى حياة عبد الناصر نفسه كان شعار تجربته حرية اشتراكية وحدة بينما كان شعار البعث هو وحدة حرية اشتراكية رغم أن كلا من عبد الناصر والبعث قوميين .. ولكن للتمييز بين رؤية كلا منهما لكيفية تحقيق المشروع القومى العربى.

عبد الناصر تجاوز كل القوميين قبله ولم يصل له حتى الآن أحد منهم بعده . عندما يفشل المدافعون عن قضية طبيعى أن يتغير هؤلاء المدافعون بينما القضية لن تتغير.

الناصرية باقية لأنها ككل فكرة حية نبيلة عصية على الموت ،وستظل موجودة طالما بقيت الأمة العربية لأنها كانت التعبير عن طموحات كل العرب إلى التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة.

إذا كان هناك بعض المدعين والمنتفعين من الناصرية قد قرروا التبرؤ منها فهم أحرار ولكن الناصرية باقية بهم أو بدونهم بالعكس خروجهم منها يفيدها أكثر لأنهم كانوا ومازالوا عالة عليها ، استفادوا منها وتاجروا بها من أجل مصالحهم الشخصية

إذا كان استقلال مصر عن الاستعمار يعني الناصرية فأنا ناصري

إذا كان عدم الانحياز للمشروع الأمريكي ومحاربته والتصدى له يعني الناصرية فأنا ناصري.

إذا كان العداء للمشروع الصهيونى ومحاربة الكيان الغاصب وافساد مشاريعه وخططه والانحياز للمقاومة والحق والعدل تعنى الناصرية فأنا ناصري

إذا كانت مقاومة الاستعمار بكل أشكاله و صوره تعني الناصرية فأنا ناصري

إذا كانت العزة و الكرامة للمواطن علي أرضه و في خارج وطنه... تعني الناصرية فانا ناصري.

إذا كانت التنمية و التحديث و بناء المصانع في كل شبر من ارض الوطن تعني الناصرية فأنا ناصري.

إذا كان تذويب الفوارق بين الطبقات فلا يكون الفقر إرثا ولا الغني إرثا تعني الناصرية فأنا ناصري.

إذا كان خلق مجتمع تكافؤ الفرص و المساواة بين المحكومين يعني الناصرية فأنا ناصرى

إذا كان التعليم الراقي بالمجان لكل أبناء الشعب يعني الناصرية فانا ناصري

إذا كان إنشاء المفاعلات النووية و مراكز البحوث و إرسال البعثات مجانا للخارج تعني الناصرية فانا ناصري.

إذا كان إنشاء الجمعيات التعاونية في القري و النجوع و مراكز البحوث و الإرشاد الزراعي تعني الناصرية فانا ناصري.

إذا كان إنشاء السد العالى و1200 مصنع صناعات ثقيلة وإستراتيجية وتحويلية ومعدل نمو يعادل 7% واكتفاء ذاتى من المحاصيل الزراعية وعدم وجود ديون خارجية يعنى الناصرية فأنا ناصري

إذا كانت رسالة الثقافة التنوير و رسالة الحكام التطوير تعنى الناصرية فانا ناصري.

إذا كانت الوحدة العربية هي مسعي الناصرية وتعني الخلاص من الطائفية و المذهبية و العرقية و الصهيونية فانا ناصري

إذا كان الدور المحورى لمصر كقوة إقليمية فى الوطن العربى وفى أفريقيا وفى العالم الثالث وعلى امتداد العالم كله تعنى الناصرية فأنا ناصري

إذا كان الفهم الحقيقى للإسلام وسماحته وحرصه على المساواة بين البشر وبعده عن التعصب والإرهاب يعنى الناصرية فأنا ناصري

إذا كان خلو مصر من حوادث الفتنة الطائفية يعنى الناصرية فأنا ناصري

إذا كانت الناصرية أمة عربية واحدة.. شعب عربي واحد .. جيش عربي واحد .. مصير عربى واحد .. حلم عربي واحد .. فأنا ناصري

أنا ناصري ولو كره المدعون والجاهلون

والناصرية كفكرة تجاوزت صاحبها جمال عبد الناصر ذاته وهى ليست ملكا لأحد بل ملكا لكل من يؤمن بها

إذا كانت كلمة أنا ناصرى قد أصبحت ثقيلة على ألسنة من يدعون أنهم ناصريون فتلك مشكلتهم وليست مشكلة الناصرية كفكرة وسياسة ومشروع حضارى عربى

الأفكار لا تموت سوف نذهب جميعا وستبقى الناصرية فكرة حية لكل القادمين بعدنا لكل الحالمين بالحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة

أيها المدعون المتبرءون من الناصرية أتفضلوا من غير مطرود غير مأسوف عليكم.....

بقلم: عمرو صابح