كفاية تطالب بوقف تنفيذ إعدام هشام طلعت ومحاكمة مسئولين بالوطني

تقدم الدكتور يحيى القزاز، الأستاذ بكلية العلوم جامعة حلون، والقيادي بـ "لحركة المصرية للتغيير" (كفاية) أمس ببلاغ إلى النائب العام المستشار عبد المجيد محمود يطالب فيه بوقف تنفيذ حكم الإعدام الصادر ضد رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، عضو أمانة "السياسات" بالحزب "الوطني" الحاكم. وطالب القزاز في بلاغه بإعادة التحقيق في القضية، وضم مسئولين كبارا بالحزب "الوطني"- لم يحددهم بالاسم- باعتبارهم مسئولين عن جريمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، التي اتهم هشام طلعت بتحريض محسن السكري ضابط أمن الدولة السابق على قتلها في إمارة دبي في يوليو الماضي.وكانت محكمة جنايات القاهرة قضت الخميس الماضي بإعدام رجل الأعمال والبرلماني السابق، بتهمة التحريض على قتل المطربة اللبنانية، بعد تصديق مفتي الجمهورية على الحكم وبإجماع الآراء.وقال القيادي بـ "كفاية" في بلاغه، إن "الذي دفع هشام إلى ارتكاب هذه الجريمة هو سلطة المال والنفوذ السياسي اللتين منحهما له رجال الحزب الوطني من خلال التسهيلات التي حصل عليها هشام في شراء أراضى الدولة بأسعار زهيدة وبناء عقارات عليها تباع بملايين الجنيهات".وقلل القزاز من تداعيات العقوبة التي تعد الأقسى في القانون المصري، واعتبر "أن الحكم بالإعدام على هشام طلعت ليس نوعا من التطهر من ذنوب الكبار في الحزب الوطني، ولا أملا في الإصلاح وبناء غد أفضل، وإنما هو مجرد مخدر ومسكن سريع المفعول لخداع الشعب المصري استعدادا لتمرير ملف التوريث".وورد في حيثيات الحكم، أن هشام طلعت مول وخطط لارتكاب الجريمة، وقال القزاز إنه "لو لم يكن هشام يمتلك تلك الأموال التي حصل عليها بشراكته مع الكبار في الحزب الوطني لما تمكن من دفعها إلى محسن السكري لقتل سوزان تميم ، وبالتالي كما يقول القزاز " وبهذا المنطق علينا أن نبحث عن الممول الحقيقي والدافع الحقيقي الذي دفع هشام لارتكاب هذه الجريمة".إلى ذلك، علمت "المصريون" أن زوجة هشام وشقيقته سحر أرسلتا صباح أمس استغاثة عاجلة إلى رئاسة الجمهورية تطلبان فيها من الرئيس حسني مبارك، إصدار عفو رئاسي عن رجل الأعمال، وتتضمن تأكيدات على براءته من الجريمة المنسوبة إليه بالتحريض على قتل المطربة اللبنانية.وأكدت زوجته أن زوجها بريء من التهمة التي نسبت إليه وأنها ليس لديها أدنى شك في براءته مما هو منسوب إليه، وإنه لو كانت متأكدة من إدانته ما وقفت بجانبه وهو متهم بقتل سيدة ترددت الأنباء بأنه كان ينوي الزواج منها.وخاطبت الرسالة المشاعر الإنسانية للرئيس مبارك، عبر تذكيره بحفيده محمد علاء الذي مر على وفاته 40 يومًا، وما خلفه ذلك من ألم في نفسه، وكيف أن أبناء هشام سيواجهون لوعة الحرمان على أبيهم لحظة فراقه عند تنفيذ الحكم الصادر بحقه.وينتظر أن يعرض الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية الرسالة على الرئيس مبارك، ليبت في أمرها.ويحق لهشام النقض على الحكم خلال 60 يوما من صدوره، وهو ما بدأه بالفعل في أعقاب النطق بالحكم.وفي هذا السياق، أسند هشام الطعن على الحكم بإعدامه أمام محكمة النقض للمحامى بهاء الدين أبو شقة ونجله الدكتور محمد، بالاشتراك مع فريد الديب المحامى وعدد من المحامين البارزين.وقال أبو شقة، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الاستعانة به جاءت عقب صدور الحكم التمهيدي في 21 مايو الماضي بإحالة أوراق هشام طلعت لفضيلة مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة، لكي يتسلم ملف الطعن بالنقض على الحكم فور صدوره الخميس الماضي، مشيرًا إلى أنه تلقى قبل أسبوعين توكيلا رسميا من هشام لتولى مهمة الطعن بالنقض على الحكم.وأكد أنه بدأ في الإطلاع على أوراق القضية وملفاتها بالكامل، من تحقيقات النيابة العامة والتقارير الطبية والاستشارية وأقوال الشهود ومحاضر جلسات المحاكمة وغيرها ، تمهيدًا لوضع مذكرة بالطعن على الحكم بالإعدام, والتي تنتظر إيداع محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمدي قنصوه لحيثيات حكمها التي تشكل حجر الزاوية لكتابة مذكرة النقض .وأضاف: المرحلة القادمة من مراحل التقاضي، لا تتطلب تعاونًا أو تنسيقًا كاملا بين كافة أفراد هيئة الدفاع، وذلك لأن محكمة النقض تنظر في المرة الأولى القضية من حيث الشكل القانوني، لا من حيث موضوع القضية، حيث تنظر في تطبيق القانون فيها، ومدى التزام محكمة الجنايات به، على عكس النظر بالموضوع سواء أمام الجنايات في حالة الإعادة أو النقض للمرة الثانية، وهو الأمر الذي سيتطلب حينها وحدة ذهنية كاملة وتنسيقا تاما بين كافة أفراد هيئة الدفاع.وقال أبو شقة إن محكمة جنايات القاهرة المستشار محمدي قنصوه، التي أصدرت حكم الإعدام بحق هشام طلعت مصطفى والسكري، معروف عنها البراعة الفائقة في وضع الأسباب للأحكام الصادرة عنها، وهو الأمر الذي يتطلب معه التركيز التام، والالتزام بالدفاع عن هشام طلعت بأمانة ومراعاةً لمصلحته العليا.
مصطفى سليمان ودينا الحسيني (المصريون)

بتاريخ 28 - 6 -009 2